> هند الإرياني:
عندما نتحدّث عن الاعتقالات في اليمن خاصة التي طالت نساء من المجتمع المدنيّ لا نعرف عنهنّ شيئًا، ولا عن التهم الموجّهة لهنّ، غالبًا ما نتساءل كيف هو وضع هؤلاء المعتقلات في السجون، هل صحّتهنّ بخير؟ إلخ. لكنّنا قد ننسى أنّ اعتقال النساء لا يؤثّر فقط على حالة المعتقلة الصحّيّة، وحالة عائلتها خلال فترة الاعتقال، وإنّما قد يهدم مستقبلها وسمعة عائلتها إلى الأبد.
تحكي لي فتاة تمّ اعتقال إحدى قريباتها وتقول: "منذ أن اعتقلها الحوثيّون لا نعرف شيئًا عنها، فقط نسمع من الناس عن التهم الموجّهة، والأقاويل كثيرة. والدتها تعاني، وأسعفوها إلى المستشفى. زوجها أصابه اكتئاب ويرفض الحديث معنا. لا نعرف عندما تعود هل ستكون نفس الشخص أم أنّها ستتغيّر. هل ستستمرّ علاقتها مع زوجها بعد أن أصابته الشكوك أم لا؟ لقد هدموا أسرة كاملة".
اعتقال النساء في اليمن يعني انتهاء سمعتها تمامًا، فالمجتمع أكثر قسوة على النساء. في الماضي لم يكن من العُرف أن تُعتقل النساء لأسباب سياسيّة، فهذا كان يُعتبر عارًا كبيرًا، فتذهب للسجن فقط من ارتكبت جناية، وغالبًا يتعلّق الأمر بأخلاقها. غيّر الحوثيّون ذلك مؤخرًا، ولكن ما لم يتغيّر هو نظرة المجتمع لهذه المرأة. قد يعطي المجتمع أعذارًا للرجل، وتبريرات بما أنّ أسباب الاعتقال سياسيّة، ولكنّه بالنسبة للمرأة يصبح شكّاكًا، ولا يتردّد بنشر الأقاويل. هنا يصبح أهل الفتاة في وضع صعب، فالمجتمع ينظر لهم باستنقاص بعكس الرجل المعتقل الذي قد يعامله المجتمع كبطل، ويُنظر لعائلته بفخر، فهم يرونها مخطئة، وخاصّة بعد تشويه سمعة العاملات في منظمات المجتمع المدنيّ من قبل جماعات الإسلام السياسيّ، فأصبح المجتمع يحكم بسوء نيّة على من تعمل في منظّمة، فما بالك إن تمّ اعتقال هذه المرأة.
"مونت كارلو"