لم يعد أي جندي بريطاني بداخل عدن إذ بدأت القوات البريطانية منذ الصباح وتحديدًا من ظهر 29 نوفمبر على الاستعداد للرحيل ومغادرة عدن تزامنًا مع انتهاء مفاوضات حكومة بريطانيا التي يقودها في جنيف الوزير شاكلتون وزير بلا حقيبة وقحطان الشعبي عن الجبهة القومية وقد جهزت حكومة الملكة البريطانية منذ فترة قواتها.

وتوقفت في بحر العرب وخليج عدن السفن الحربية وحاملة طائرات ومدمرات وسفن نقل عسكري لإخلاء الضباط والجنود الإنجليز وعوائلهم بأكثر من 30 سفينة أبرزها حاملة الطائرات أجاكس، إيجل، ألبيوت، لندن، متيرف وأيضا عبر الجو ناقلات الجند الطائرات العملاقة فيما أسراب من الهليكوبتر تقلع من عدن والعند وعدد من مطارات ولايات الجنوب العربي إلى حاملة الطائرات التي كانت آخر فرقة من الجنود الإنجليز بنحو 330 جنديا ومجندا يغادرون من مطار خورمكسر بعد ظهر يوم 29 وقبيل غروب الشمس أنزل العلم البريطاني من على السارية ليطوى وبحضور آخر مندوب سامي همفري تريلفيان الذي أشرف على عملية الإجلاء والذي ودع آخر سرب من الطيران الحربي الملكي من الهليكوبتر وهذا المندوب عين من حكومته في عدن لهذه المهمة في 20 مايو1967م  وشهد الأحداث التي مرت بها عدن خاصة ومنها استيلاء الجبهة القومية على كريتر في يونيو وما تلاها من أحداث سياسية في عدن والجنوب العربي وانحياز الجيش الاتحادي للجبهة القومية.

كما كان همفري يرفع تقاريره المتوالية للخارجية البريطانية عما يحصل ويؤكد أن الجبهة القومية المسيطرة على عدن بعد أن كانت بريطانيا تضع خطة تسليم السلطة وانتقالها إلى الجبهتين (التحرير والقومية) لتتراجع وتعترف قبل المفاوضات من أن الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل الممثل الشرعي للجنوب باعتراف رسمي  وعلى أساسه بنت مفاوضاتها مع الجبهة القومية في جنيف، همفري تريلفيان مايو67- 29 نوفمبر67 م أحد مهندسي الرحيل وأيضًا المفاوضات وإن كان على بعد من جنيف إذ يوافي من عدن كل شاردة وواردة مما يعتمل في درة التاج البريطاني.

خرج الإنجليز مثل هذا اليوم وعاد قحطان الشعبي ورفاقه من جنيف ليعلنوا اليوم التالي 30 نوفمبر يوم الاستقلال باسم جمهورية جديدة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية الذي تحولت وبعد إبعاد قحطان في يونيو69م إلى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية. احتفل بالاستقلال يوم 30 نوفمبر واليوم التالي دخل شهر رمضان المبارك لتصوم ج ي د ش.